الزكاة والصدقة لفظان بينهما عموم وخصوص مطلق , اي ان احدهما اععم واشمل من الاخر , وهذا الاعم هو الصدقة , فكل ذكاة صدقة, وليس كل صدقة ذكاة .
كما يتبين ذلك جليا في قول الله تبارك وتعالي : (( خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتذكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله واسع عليم )) ( التوبة 103)
فالمراد بالصدقة في هذه الاية هي الزكاة الواجبة .
وقد نص علي هذا المعني المارودي رحمه الله في كتابة الاحكام السلطانية فقال : الصدقة زكاة والزكاة صدقة , يفترق الاسم ويتفق المسمي
والزكاة ركن من اركان الاسلام , يجب اداؤها , ويكفر من انكر فرضيتها . وهي اخراج قدر مخصوص , من مال مخصوص , بشرط مخصوص , يصرف لجهات مخصوصة و وهم ثمانية قد جاء ذكرهم في كتاب الله تبارك وتعالي , في قولة (( انما الصدقات للفقرا والمساكين والعاملون عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم ))التوبة 60
كما ان الزكاة لاتجب في كل مال , بل هناك اموال خاصة تسمي الاموال الزكوية , كلذهب والفضة وسائر النقود الورقية وبهيمة الانعام والحبوب والثمار .
ووجوبها متعلق بالمال , وله تعلق بالذمة . والواجب ايضا اخراج مقدار مخصوص بشروط مخصوصة .
اما وقت الاخراج فهو عند تمام الحول في جميع الاموال الزكوية لا في الحبوب والثمار , فيكون اخراجه وقت الحصاد و القطاف , لقولة تعالي (( واتو حقة يوم الحصاد ولا تسرفوا انه لايحب المسرفين)) الانعام 141
واما الصدقة فلفظ اعم اذ يطلق علي الصدقات الواجبة كالزكاة وعلي غير الواجبة . وليس هناك وقت محدد ولا مقدار معين , بل ينفق الانسان مما اتاه الله , بشرط ان لايضيع من يقوت من اهله وزريتة .