شموع نهر الحنين
شموع نهر الحنين
شموع نهر الحنين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» رغَمٌ بعدكَ .. !
ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالثلاثاء 31 ديسمبر - 19:52 من طرف افريست

» روح وجافي وحب وحب ثاني
ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالأربعاء 19 أكتوبر - 0:09 من طرف mostafa

» نور ونار
ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالثلاثاء 18 أكتوبر - 23:59 من طرف mostafa

» مجموعة فتاوى للدكتور علي جمعة في مسجد السلطان حسن
ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالثلاثاء 18 أكتوبر - 23:51 من طرف mostafa

» حصرياااااااااااااااااااااا فلم كباريه
ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالثلاثاء 18 أكتوبر - 22:15 من طرف mostafa

» قلب واحد ما يكفى حبك
ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالثلاثاء 18 أكتوبر - 19:33 من طرف mostafa

» عظمة القران
ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالثلاثاء 18 أكتوبر - 19:18 من طرف mostafa

» مفاتيح يصعب علينا إمتلاكها ...
ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالأربعاء 12 أكتوبر - 22:01 من طرف mostafa

» لغة العيون
ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالأربعاء 12 أكتوبر - 22:00 من طرف mostafa

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلانى
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 17 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 17 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 51 بتاريخ الجمعة 22 نوفمبر - 6:48

 

 ساحة شرح الاربعون النووية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
راجية رحمة الله
عضو جديد
عضو جديد
راجية رحمة الله


عدد المساهمات : 7
نقاط : 9
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

ساحة شرح الاربعون النووية Empty
مُساهمةموضوع: ساحة شرح الاربعون النووية   ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالثلاثاء 29 ديسمبر - 16:36

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هنا باذن الله تعالى سيتم شرح الاربعون النووية
ونسال الله التوفيق والسداد في هذا المجال اعاننا الله واياكم في هذا الصرح
ان نوفيه الشرح الكافي له.
وجزانا الله واياكم
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية رحمة الله
عضو جديد
عضو جديد
راجية رحمة الله


عدد المساهمات : 7
نقاط : 9
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

ساحة شرح الاربعون النووية Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساحة شرح الاربعون النووية   ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 13:02

الحـــديث " الأوّل "

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

(عَنْ أَمِيرِ المُؤمِنينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ تعالى عنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ:
إِنَّمَا
الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ
كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُوله فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ
وَرَسُوله،

وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا، أَو امْرأَة يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ )

رواه إماما المحدثين البخاري ومسلم




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
فـــائدة :

حديثنا هذا هو أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام، ولهذا قال العلماء:مدار الإسلام على حديثين: هما هذا الحديث،
وحديث عائشة: "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلِيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ" فهذا الحديث عمدة أعمال القلوب،
فهو ميزان الأعمال الباطنة، وحديث عائشة: عمدة أعمال الجوارح،


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

معنى الحديث :

الأعمال : جمع عمل، ويشمل أعمال القلوب وأعمال النطق، وأعمال الجوارح،
فبالتالي تشمل هذه الجملة الأعمال بأنواعها.

فالأعمال القلبية: مافي القلب من الأعمال: كالتوكل على الله، والإنابة إليه، والخشية منه وما أشبه ذلك.

والأعمال النطقية: ماينطق به اللسان، وما أكثر أقوال اللسان،

والأعمال الجوارحية: أعمال اليدين والرجلين وما أشبه ذلك.

وينقسم حكم الأعمال إلى التالي :

القسم الأول : الأعمال الواجبة التي يلزم استحضار النية لها، فلا تصح بدون نية،
لقوله -صلى الله عليه وسلم- ( إنما الأعمال بالنيات )
فالصلاة مثلاً لا تصح إلا بالنية، الزكاة لا تصح إلا بالنية، الصيام لا يصح إلا بالنية، والحج لا يصح إلا بالنية .

القسم الثاني : الأعمال المتروكة كشرب الخمر، السرقة ، الزنا،و جميع الأعمال المحرمة والمتروكة

مسألة ! هل يلزم الإنسان استحضار النية لها ؟
لا يلزم استحضار النية لكل فعل متروك، ولكن
تلزم النية العامة بان أترك المحرمات والمكروهات

القسم الثالث : الأعمال المباحة .
مثل النوم، الأكل، الشرب، السمر مع الأهل، السمر مع
الأصدقاء والزملاء، السفر للسياحة الغير محرمة، وغير ذلك
وهناك ثلاثة أقسام للاعمال المباحة :

- الأعمال المباحة التي قد يثاب على فعلها :
مثال على ذلك : النوم: قد ينوي الانسان عندما يأتي للنوم أنه راحة لجسمه؛ لكي يستأنف أعمال الطاعات الأخرى !
ولذلك ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول : أحتسب على الله نومتي، كما أحتسب على الله قومتي.
ويقاس على هذا الفعل المباح جميع الأعمال المباحة الأكل، الشرب، السمر، الذهاب، الإياب،
قضاء الفراغ بأشياء مباحة،فهذه إذا صاحبتها نية الطاعة؛ فحينئذ يؤجر العبد
ولهذا قال بعض أهل العلم: عبادات أهل الغفلة عادات، وعادات أهل اليقظة عبادات

-الأعمال المباحة التي لا يثاب ولا يأثم على فعلها :
شخص اعتاد أن ينام بعد الظهر، أو اعتاد أن ينام الساعة العاشرة بالليل مثلاً أو نحو ذلك ووانتظم على هذه العادة
دون يستحضر نية العبادة، وبالمقابل لم يستحضر نية المعصية، فهذا لا ثواب له ولا عقاب عليه

-الأعمال المباحة التي قد يُأثم على فعلها:
مثلا : الأصل في السفر الإباحة ولكن اذا نوى الانسان أن يسافر لارتكاب المحرمات فهنا يؤثم على سفره .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

النيـــات: جمع نية وهي: القصد. وشرعاً: العزم على فعل العبادة تقرّباً إلى الله تعالى،
ومحلها القلب، فهي عمل قلبي ولاتعلق للجوارح بها ،
فلا تُنطق النيّة باللسان ! لأننا نتعبّد لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والله تعالى عليم بما في قلوب عباده،
وأيضاً لم يَرِدْ عن أسوتنا العظيمة رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) ولاعن أصحابه رضوان الله عليهم أنهم كانوا
يتلفّظون بالنيّة ولهذا فالنّطق بها بدعة يُنهى عنه سرّاً أو جهراً،

والمقصود من النية >> تمييز العادات من العبادات، وتمييز العبادات بعضها من بعض.

مثال على تمييز العادات من العبادات :

- رجل يأكل الطعام شهوة فقط، ورجل آخر يأكل الطعام امتثالاً لأمر الله عزّ وجل
في قوله: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا )(الأعراف:الآية31) فصار أكل الثاني عبادة، وأكل الأول عادة !

مثال على تمييز العبادات بعضها من بعض :

- رجل يصلي ركعتين ينوي بذلك التطوع، وآخر يصلي ركعتين ينوي بذلك الفريضة،
فالعملان هنا يأخذان نفس الهيئة ولكن قد تميّزا بالنية ،الرجل الاوّل يصلّي نفل والثاني يصلّي الواجب .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ : أي لكل إنسانٍ

مَا نَوَى : أي ما نوى على الذي سيعمل به ،

والناس يتفاوتون بسب النيّة تفاوتاً عظيماً، حيث تجد رجلين يصلّيان لكن بينهما أبعد مما بين المشرق والمغرب
أو مما بين السماء والأرض في الثواب، لأن أحدهما مخلص والثاني غير مخلص لله تعالى !

ثم ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً بالمهاجر فقال:

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فَمَنْ كَانَتْ هِجرَتُهُ : الهجرة في اللغة: مأخوذة من الهجر وهو التّرك ،وأمّا في الشرع فهي: الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام.

وهنا مسألة: هل الهجرة واجبة أو سنة؟

والجواب: أن الهجرة واجبة على كل مؤمن لايستطيع إظهار دينه في بلد الكفر،
فلايتم إسلامه إذا كان لايستطيع إظهاره إلا بالهجرة،وما لايتم الواجب إلا به فهوواجب ..
كهجرة المسلمين من مكّة إلى الحبشة، أو من مكّة إلى المدينة.


إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُوله،: أي من كان يريدُ بهذه الهجرة وجه الله ونصرة دين الله ،
ويريد رسوله صلى الله عليه وسلّم ليفوز بصحبته ويعمل بسنته ( فيدافع عنها ويدعو إليها) ويذبّ عنه وينشر دينه ،
فهجرته هذه حينئذ إلى الله ورسوله، وسيحصد ثمرتها خيراً عظيما وكفاه أن الله تعالى يقول في الحديث القدسي
" مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرَاً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعَاً "

ومَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيْبُهَا : بأن علم أن في البلد الفلاني تجارة رابحة فذهب إليها من أجل أن يربح،
فهذا هجرته إلى دنيا يصيبها، وليس له إلا ما أراد بنيّته .

أَو امْرأَة يَنْكِحُهَا : أي من هاجر من بلد إلى بلد لامرأة يتزوّجها، بأن خطبها
وقالت لاأتزوجك إلا إذا حضرت إلى بلدي فهجرته إلى ماهاجر إليه.

فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ : أي أنّه يحصد من هجرته نسبة إلى السبب الذي نوى الهجرة لأجله .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ونستخلص أخواتي الحبيبات من هذا الحديث فائدة عظيمة وهي:

الحثّ على الإخلاص لله عزّ وجل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قسّم الناس إلى قسمين:
قسم: أراد بعمله وجه الله والدار الآخرة ، وقسم: بالعكس،
وهذا يعني الحث على الإخلاص لله عزّ وجل .

والإخلاص يجب العناية به والحث عليه، لأنه هو الركيزة الأولى الهامة التي خلق الناس من أجلها،
فالإخلاص لله تعالى يقتدي العبادة الصحيحة التي أوضح الله لنا في هذه الآية أنّها علّة وجودنا
قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات:56)
اخواني واخواتي لقد تم بحمد الله شرح الحديث الاول واذكركن بحسن المتابعة
منــــــــــــــــــــــقول للامانة


عدل سابقا من قبل راجية رحمة الله في الأربعاء 30 ديسمبر - 13:15 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية رحمة الله
عضو جديد
عضو جديد
راجية رحمة الله


عدد المساهمات : 7
نقاط : 9
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

ساحة شرح الاربعون النووية Empty
مُساهمةموضوع: شرح الحديث الثاني   ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 13:13

[color=green]

الحـــديث " الثّــاني "


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

(عَنْ
عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَيضاً قَال: بَيْنَمَا نَحْنُ
جُلُوْسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ
طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَاب شَدِيْدُ سَوَادِ
الشَّعْرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا
أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ
رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ
وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَم، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللهُ وَ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ الله،وَتُقِيْمَ الصَّلاَة،
وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ،وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البيْتَ إِنِ
اِسْتَطَعتَ إِليْهِ سَبِيْلاً قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ
يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِيْمَانِ،
قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِالله،وَمَلائِكَتِه،وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ،وَالْيَوْمِ الآَخِر،وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ
قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِحْسَانِ، قَالَ: أَنْ
تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ
يَرَاكَ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسئُوُلُ
عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ
أَمَارَاتِها، قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا،وَأَنْ تَرى
الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي
البُنْيَانِ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثَ مَلِيَّاً ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ
أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوله أَعْلَمُ، قَالَ:
فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ)
)


رواه مسلم



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

معنى الحديث :

إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ : الرجل هنا مبهم، وهو رجل في شكله لكن حقيقته أنه مَلَك.

شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَاب شَدِيْدُ سَوَادِ الشَّعْرِ : أي حسن الهيئة

لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ : أَثَرُ السَّفَرِ لأن ثيابه بيضاء وشعره أسود ليس فيه غبار ولاشعث السفر.

فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ : أي وضع جبريل عليه السلام ركبتيه إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم. ،

وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ: عَلَىَ فَخِذَيْهِ أي فخذي هذا الرجل ( جبريل)، وليس على فخذي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا من شدة الاحترام

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وَقَالَ:
يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم: (الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ
: أي تقرّ وتعترف بلسانك وقلبك أنّه لا إله إلاّ الله ، فلا يكفي اللسان، بل لابد من اللسان والقلب، قال الله عزّ وجل: (إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)(الزخرف: الآية86)

وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ ، : لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: إني رسول الله مع أن السياق يقتضيه لأنه يخاطبه، لكن إظهاره باسمه العلم أوكد وأشد تعظيماً.

َتُقِيْمَ الصَّلاةَ : أي تأتي بها قائمة تامة معتدلة ،

وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ
: تؤتي بمعنى تعطي، والزكاة هي المال الواجب بذله لمستحقه من الأموال
الزكوية تعبداً لله، وهي الذهب والفضة والماشية والخارج من الأرض وعروض
التجارة.


وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ : أي تمسك عن المفطرات تعبداً لله تعالى من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
وأصل الصيام في اللغة: الإمساك.
ورمضان هو الشهر المعروف مابين شعبان وشوال.

وَتَحُجَّ البَيْتَ : أي تقصد البيت لأداء النسك في وقت مخصوص تعبداً لله تعالى إن استطاع المرء إليه سبيلا .

قَالَ: صَدَقْتَ :أي أخبرت بالحق، والقائل هو جبريل عليه السلام،

قَالَ عُمَرُ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلهُ وَيُصَدِّقُه
:ووجه العجب أن السائل عادة يكون جاهلاً، والمصدّق يكون عالماً فكيف يجتمع
هذا وهذا، ومثاله: لوقال قائل: فلانٌ قدم من المدينة، فقال بعضهم:صدقت،
فمقتضى ذلك أنه عالم، فكيف يسأل جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه
وسلم ثم يقول صدقت؟ هذا محل عجب،

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قَالَ: فَأَخْبِرني عَنِ الإِيمَانِ : أي فأخبرني يامحمد عن الإيمان؟
والإيمان في اللغة: هو الإقرار والاعتراف المستلزم للقبول والإذعان وهو مطابق للشرع.

قَالَ:أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ :الإيمان بالله يتضمن أربعة أشياء:

الأول : الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى.
الثاني : الإيمان بانفراده بالرّبوبية، أي تؤمن بأنه وحده الرّب وأنه منفرد بالربوبية، والرب هو الخالق المالك المدبر.
الثالث
: إيمان بانفراده بالألوهية، وأنه وحده الذي لا إله إلا هو لاشريك له، فمن
ادعى أن مع الله إلهاً يُعبد فإنه لم يؤمن بالله، فلابد أن تؤمن بانفراده
بالألوهية، وإلا فما آمنت به.
الرابع : أن تؤمن بأسماء الله وصفاته
بإثبات ما أثبته سبحانه لنفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
من الأسماء والصفات على الوجه اللائق به من غير تحريف، ولاتعطيل ولاتكييف،
ولا تمثيل، فمن حرّف آيات الصفات أو أحاديث الصفات فإنه لم يحقق الإيمان
بالله .

وَمَلائِكَتِهِ :بدأ بالملائكة قبل الرسل والكتب لأنهم عالم غيبي،
أما الرسل والكتب فعالم محسوس، فالملائكة لا يظهرون بالحس إلا بإذن الله عزّ وجل ، وقد خلق الله الملائكة من نورٍ،
كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهم لايحتاجون إلى أكل وشرب، ولهذا قيل إنهم صمدٌ أي ليس لهم أجواف،
فلا يحتاجون إلى أكل ولا شرب، فنؤمن أن هناك عالماً غيبياً هم الملائكة.
وهم أصناف، ووظائفهم أيضاً أصناف حسب حكمة الله عزّ وجل كالبشر أصناف ووظائفهم أصناف.

وَكُتُبِهِ
:جمع كتاب بمعنى: مكتوب والمراد بها الكتب التي أنزلها الله عزّ وجل على
رسله لأنه ما من رسول إلا أنزل الله عليه كتاباً كما قال الله عزّ وجل : (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النبيينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ ) (البقرة:213)

وَرسُلِهِ :أي أن تؤمن برسل الله عزّ وجل ، والمراد بالرسل من البشر
وأفضلهم
محمد صلى الله عليه وسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أَنَا سَيِّدُ
وَلَدِ آدَمَ ولما التقى بهم في الإسراء أَمَّهم في الصلاة، فإبراهيم إمام
الحنفاء صلى وراء محمد صلى الله عليه وسلم ، ومعلوم أنه لايقدم في الإمامة
إلا الأفضل،فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل أولي العزم.

واليوم الآخِرِ
: هو يوم القيامة، وسمي آخراً لأنه آخر مراحل بني آدم وغيرهم أيضاً،
فالإنسان له أربع دور، في بطن أمه، وفي الدنيا، وفي البرزخ، ويوم القيامة
وهو آخرها.

وَتُؤْمِنُ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرّهِ : وهنا أعاد صلى الله عليه وسلم الفعل: (تؤمن) لأهمية الإيمان بالقدر، لأن الإيمان بالقدر مهم جداً وخطير جداً

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


ثم قال: أخْبِرْني عَنِ الإِحْسَانِ
: الإحسان هو بذل الخير والإحسان في حق الخالق: بأن تبني عبادتك على
الإخلاص لله تعالى والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلما كنت
أخلص وأتبع كنت أحسن. وأما الإحسان للخلق: فهو بذل الخير لهم من مال أوجاه
أو غير ذلك

أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ،
: وعبادة الله لا تتحقق إلابأمرين وهما: الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله
صلى الله عليه وسلم ، أي عبادة الإنسان ربه سبحانه كأنه يراه. عبادة طلب
وشوق وعبادة الطلب والشوق يجد الإنسان من نفسه حاثاً عليها، لأنه يطلب هذا
الذي يحبه، فهو يعبده كأنه يراه، فيقصده وينيب إليه ويتقرّب إليه سبحانه
وتعالى.

فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ
: أي: اعبده على وجه الخوف ولاتخالفه، لأنك إن خالفته فإنه يراك فتعبده
عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه، وهذه الدرجة عند أهل العبادة أدنى
من الدرجة الأولى.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسئُوُلُ عَنْهَا
بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها،
: أماراتها أي علاماتها وأشراطها ،،

وأشراط الساعة قسّمها العلماء إلى ثلاثة أقسام:
1 . أشراط مضت وانتهت
2 . أشراط لم تزل تتجدد وهي الوسطى
3 . أشراط كبرى تكون عند قرب قيام الساعة

و علامات الساعة التي ذكرها صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث :

أَنْ تَلِدَ الأمَةُ رَبّتَهَا : الأمة هي الرقيقة التي تسبى في الحروب بين المسلمين والكفار عندما تؤخذ كغنيمة، ولكن كيف تلد الأمة سيدتها ؟
الأمة
يجوز لسيدها أن ينكحها، فإذا حملت هذه الأمة وولدت بنتاً، تكون هذه البنت
بنت من السيد، فتكون سيدة، وتكون سيدة لأمها، فأمها لا زالت أمة لم تتحرر،
لكن البنت حرة لأنها بنت السيد، وهذا لا يحبذه الإسلام، ومن المستحب أن
تعتق هذه السيدة حتى لا تكون هناك فوارق طبقية.

وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ : يعني ليس لهم نعال،

العُرَاةَ : أي ليس لهم ثياب تكسوهم وتكفيهم،

العَالَةَ : أي ليس عندهم ما يأكلون من النفقة أو السكنى أو ما أشبه ذلك، عالة أي فقراء
رِعَاءَ الشَّاءِ : الذين همهم رعي الغنم

يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ : أي يكونون أغنياء حتى يتطاولون في البنيان أيهم أطول.
وهل المراد بالتطاول ارتفاعاً، أو جمالاً، أو كلاهما؟

الجواب: كلاهما، أي يتطاولون في البنيان أيهم أعلى، ويتطاولون في البنيان أيهم أحسن،
وهم في الأول فقراء لا يجدون شيئاً، لكن تغير الحال بسرعة مما يدل على قرب الساعة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


من فوائـــــد هذا الحديــــث الهامّة :

1. أن الملائكة عليهم السلام يمكن أن يتشكلوا بأشكال غير أشكال الملائكة، لأن جبريل أتى بصورة هذا الرجل كما جاء في الحديث.
فإن قال قائل:وهل هذا إليهم، أو إلى الله عزّ وجل ؟
فالجواب: هذا إلى الله عزّ وجل ، بمعنى: أنه لايستطيع الملك أن يتزيَّى بزيّ الغير إلا بإذن الله عزّ وجل .

2 . فضيلة الإسلام،وأنه ينبغي أن يكون أول ما يسأل عنه، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
أرسل الرسل للدعوة إلى الله أمرهم أن يبدؤوا قبل كل شيء بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

3 . الانتقال من الأدنى إلى الأعلى، فالإسلام بالنسبة للإيمان أدنى، لأن كل إنسان يمكن أن يسلم ظاهراً،
كما قال الله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) (الحجرات: الآية14)
لكن الإيمان - اللهم حقق إيماننا- ليس بالأمر الهين فمحله القلب والاتصاف به صعب.

4 . بين النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق أسئلة جبريل أصول هذا الدين، فالدين مراتب:
المرتبة الأولى الإسلام
المرتبة الثانية الإيمان
والمرتبة الثالثة الإحسان

ومن الممكن أن نجعلها ثلاث دوائر:·

الدائرة الكبرى الإسلام، هذه الدائرة الكبرى تمثل الأعمال الظاهرة
فالإسلام أن تستسلم وتنقاد لله عزّ وجلّ، فتخلص هذه العبادات لله سبحانه وتعالى، وهذه الأركان هي الأسس، وإلا فالأعمال كثيرة،
كبر الوالدين، وصلة الأرحام، والتعامل بالأخلاق الفاضلة، والصدقات، والإنفاق بأنواعه، والعمرة، وعمل الخير بأنماطه المتعددة،
فالإسلام إذًا شعب، ولذلك اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الأسس، وسيأتينا تفصيلها في حديث الثالث لابن عمر.

· الدائرة الأخص أو الأكثر خصوصية الإيمان، الإيمان يمثل الأعمال الباطنة، ولكن يظهر أثرها على الجوارح
الدائرة الثالثة وهي أخص من الدائرتين، وهي الإحسان، والإحسان هو الإتقان
ويمثل الإحسان أعلى درجات الدين، أعلى درجات العبودية لله جلّ وعلا، كما يمثل أعلى درجات التعامل بين الإنسان
وبين الخلق، كما بينا في الدرس السابق والإحسان درجتان:
- الدرجة الأولى: أن تعبد الله كأنك تراه، أي تستشعر أنك ترى الله سبحانه وتعالى.
- الدرجة الثانية: أن تستشعر بأن الله يراك.

5 . وكذلك مراتب الدين تزيد وتنقص :
الدين مراتب، فهو يزيد وينقص، ولذلك المصلي قد يصلي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ويخرج من صلاته له
ربعها، له نصفها، له ثلثها، له عشرها، وكذلك كما ذكرنا في تعريف الإيمان، وقلنا إنه قولٌ وعمل واعتقادٌ
يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.

6 . أن الساعة لا يعلمها أحد إلا الله عز وجل ،لأن أفضل الرسل من الملائكة سأل أفضل الرسل من البشر عنها،
فقال: ما المَسْؤولُ عَنْهَا بَأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ.
ويترتب على هذه الفائدة أنه لو صدَّق أحد من الناس شخصاً ادعى أن الساعة تقوم في الوقت الفلاني،
فإنه يكون كافراً، لأنه مكذب للقرآن والسنة.

7 . أن الإسلام غير الإيمان،لأن جبريل عليه السلام قال: أخبرني عن الإسلام وقال: أخبرني عن الإيمان وهذا يدل على التغاير.
وهذه المسالة نقول فيها ما قال السلف:
إن ذكر الإيمان وحده دخل فيه الإسلام،قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(الصف: الآية13) بعد أن ذكر (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ)(الصف: الآية11) قال: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)
وإن ذكر الإسلام وحده دخل فيه الإيمان، فقوله تعالى:
(وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: الآية3) يشمل الإيمان، وقوله تعالى:
(فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ )(آل عمران: الآية20) يشمل الإيمان.

- أما إذا ذكرا جميعاً فيفترقان ،ويكون الإسلام بالأعمال الظاهرة من أقوال اللسان وعمل الجوارح،
والإيمان بالأعمال الباطنة من اعتقادات القلوب وأعمالها. مثاله: هذا الحديث الذي معنا، ويدل على التفريق قول الله عزّ وجل:
(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )(الحجرات: الآية14).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أخواتي الحبيبات ، تمّ بحمد الله شرح الحديث الثّاني ..

وأذكّركنّ بُحسن المُتابعة والجديّة في حفظ وفهم الأربعيين النوويّة

أعانكنّ الله ووفقكنّ لما يحبّ ويرضى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية رحمة الله
عضو جديد
عضو جديد
راجية رحمة الله


عدد المساهمات : 7
نقاط : 9
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

ساحة شرح الاربعون النووية Empty
مُساهمةموضوع: شرح الحديث الثالث   ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 13:41


الحـــديث " الثّــالث "

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

(عَنْ أَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْن الخَطَّابِ
رَضِيَ
اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ:
(بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله
وَأَنَّ

مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البِيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) )

أخرجه البخاري ومسلم



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

معنى الحديث :

إن الله عزّ وجل حكيم، َبنى الإسلام العظيم على هذه الدعائم الخمس من أجل امتحان العباد

بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ : وفي رواية أيضًا ( خمسةٍ )، والمقصود خمس دعائم أو خمس أسس

شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ،: الشهادتان: نطق باللسان، واعتقاد بالجنان.

أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله

"لا إله" كما قال أهل العلم، اللا نافية، تنفي جميع الآلهة، "إلا الله"،
و"إلا الله" اي أنه لا معبود بحق إلا الله، لماذا أتينا بحقٍ هذه؟

لأنه يوجد آلهة على زعم المشركين ، فليس المقصود نفي وجود الآلهة، فالآلهة موجودة،
الناس مع طول الزمان يعبدون غير الله، إذًا فالمقصود بـ "لا إله إلا الله" أي لا
معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى.

وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ،
هذا إثباتٌ لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم أنه مرسلٌ
من عند الله، هذا الإثبات يعني عدة أمور،
الأمر الأول: التصديق بنبوة محمدٍ صلى الله عليه وسلم ورسالته وأنه نبيٌّ مرسل من عند الله عزّ وجلّ،
الامر الثاني : تنفيذ أوامر محمد صلى الله عليه وسلم،
الأمر الثالث: اجتناب ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
الامر الرابع: التصديق بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم،
الامر الخامس :أن يُعبد الله بما شرع عليه الصلاة والسلام،
الامر السادس: محبته عليه الصلاة والسلام، فلا يصح مثلا ان تقول الشهادتين وانت تبغض الرسول عليه الصلاة والسلام
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت)، وفي حديث عمر قال: "والله إنك أحب إلي يا رسول الله إلا من نفسي"، قال ( لا يا عمر، حتى من نفسك )، قال: والله إنك أحب إلي حتى من نفسي، قال ( الآن يا عمر ).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وَإِقَامِ الصَّلاةِ، : وإقامتها بمعنى أن تقيمها بشروطها وأركانها وواجباتها وتؤديها في وقتها،
ومن ثمّ ما يستطيع الإنسان من المستحبات التي تفعل في الصلاة.
والصلاة في الأصل هي الدعاء،وهي في الاصطلاح الشرعي المقصود : أقوالٌ وأفعالٌ يُتعبد الله بها، تفتتح بالتكبير وتُختتم بالتسليم ,
ولها أحكام في عدد ركعاتها وأوقاتها

وللاطلاع على صِفة الصلاة الصحيحة ، وصِفة الوضوء الصحيحة ..
راجعنَ أخواتي هذه الروابط ..

فلاش عن صِفة الوضوء الصحيحة

فلاش عن صِفة الصلاة الصحيحة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، : عبادة مالية لا بدنية، الإيتاء أي الإعطاء، والزكاة في الأصل هي النماء
والزيادة والتطهير، "زكّى" أي نمى وطهر وزاد، ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ النجم: 32،
يعني فلا تطهروها، وزكى الزرع إذا نمى.
والزكاة في الاصطلاح : حق مخصوص في مال مخصوص، الذي هو النسبة المعلومة التي يخرجها المزكي
من ماله لطائفة مخصوصة، ليس لكل الناس وإنما للطائفة التي بينها الله سبحانه وتعالى بقوله:
( إِنَّمَا
الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ

وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة:60

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وَحَجِّ البِيْتِ، : الحج هو في الأصل اللغوي: القصد، والحج في الاصطلاح هو قصد بيت الله الحرام في مكة لأداء أعمالٍ مخصوصة،
كالطواف والسعي والرمي والمبيت بمزدلفة ومنًى والوقوف بعرفة،
فنقول الحج هو: قصد مكة لعمل مخصوص في زمن مخصوص، والزمن المخصوص هو زمن أيام الحج،
لحج البيت المقصود بيت الله الحرام الذي هو الكعبة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وَصَوْمِ رَمَضَانَ : الصوم في اللغة :الإمساك، والصوم في الاصطلاح هو إمساكٌ على المفطرات
من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ورمضان هو الشهر المعروف مابين شعبان وشوال.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

- وهناك حكمة عظيمة في أركان الإسلام وهي::

بذل المحبوب، والكف عن المحبوب، وإجهاد البدن، و كل هذا امتحان في سبيل الله
بذل المحبوب: في الزكاة ،لأن المال محبوب إلى الإنسان،كما قال الله عزّ وجل:
(وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) [العاديات:8] وقال:( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبّاً جَمّاً) (الفجر:20)

والكف عن المحبوب: في الصيام كما جاء في الحديث القدسي: يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِيْ

وإجهاد البدن،: فالحج فيه من إجهاد البدن ما فيه وهو كذلك متنوّع ما بين أن يكون عبادة مالية، أوعبادة بدنية مالية، وعلى كل حال فهو امتحان.

فتنوعت هذه الدعائم الخمس على هذه الوجوه تكميلاً للامتحان، لأن بعض الناس يسهل عليه أن يصوم،
ولكن لا يسهل عليه أن يبذل قرشاً واحداً، وبعض الناس يسهل عليه أن يصلي،ولكن يصعب عليه أن يصوم
.فسبحان الله الكريم الذي يسر لنا انواعا شتى من العبادات نتعبده بها لنيل مرضاته والفوز بجناته

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في هذا الحديث عدة مسائل، أهمّها:

المسألة الاولى :أن
هذا الدين الذي هو الإسلام له أسس وله فروع، وأسس الإسلام هي هذه الأسس
الخمسة،التي لا يقوم الإسلام إلا عليها،فلابد من القيام بهذه الأسس.


المسألة الثانية:أن أهم هذه الأسس وباقي الأسس يَعتمِدُ عليها هما الشهادتان، شهادة أن
لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وهذه تمثل العمل القلبي الذي يظهر أثره على الجوارح،
فهذا العمل القلبي لابد وأن ينطق به اللسان وأن تعمل به الجوارح، إذًا لابد مع التصديق بها
النطق بها وعمل الجوارح بمقتضاها، فهذه هي مدخل هذا الدين،

المسألة الثالثة :لا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم اقتصر على هذه الأركان أن ليس
هناك واجبات أخرى، بل هناك واجباتٌ أخرى بينتها النصوص الأخرى، وإنما هذه دعائم وأسس.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أخواتي الحبيبات ، تمّ بحمد الله شرح الحديث الثّــالث ..

أعانكنّ الله ووفقكنّ لما يحبّ ويرضى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية رحمة الله
عضو جديد
عضو جديد
راجية رحمة الله


عدد المساهمات : 7
نقاط : 9
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

ساحة شرح الاربعون النووية Empty
مُساهمةموضوع: شرح الحديث الرابع   ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 13:44


الحـــديث " الرّابــع "

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

(عَنْ
عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا
رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ:
(إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ
يَوْمَاً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يَكُوْنُ
مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ
فِيْهِ الرٌّوْحَ،وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ
وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ. فَوَالله الَّذِي لاَ
إِلَهَ غَيْرُهُ إِنََّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ
حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ
الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ
أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَايَكُونُ
بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ
فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا)
)


رواه البخاري ومسلم.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

معنى الحديث :

الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ : وصف للنبي - صلى الله عليه وسلم – يعني الصادق في قوله
والمصدوق يعني المصدق فيما جاء به من الوحي عن الله - سبحانه وتعالى -

إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ : يعني عند التقاء ماء الرجل بماء المرأة فيجتمع هذان الماءان ويكونان هذا التكوين الخلقي

نُطْفَةً : قَطرة من المنــي

ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ : ( مثل ذلك ) يعني أربعين يوما، والعلقة هي قطعة الدم الغليظ،
وهل ينتقل فجأة من النطفة إلى العلقة؟
الجواب: لا، بل يتكون شيئاً فشيئاً

ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، : مثل ذلك يعني في المدة ( أربعين يوما) والمضغة: هي قطعة لحم بقدر ما يمضغه الإنسان.
وهذه المضغة تتطور شيئاً فشيئاً،ولهذا قال الله تعالى: (ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ)(الحج: الآية5) .

فالجميع يكون مائة وعشرين،( أربعين يوماً نطفة إضافة إلى أربعين يوماً علقة إضافة إلى أربعين يوماً مضغة ) أي أربعة أشهر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ : والمرسِل هو الله رب العالمين عزّ وجل، فيرسل الملك إلى هذا الجنين،وهو واحد الملائكة،والمراد به الجنس لا ملك معين.

فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ: الروح ما به يحيا الجسم، وكيفية النفخ الله أعلم بها، ولكنه ينفخ في هذا الجنين الروح ويتقبلها الجسم.

وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ : أي الملك بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ والآمر هو الله عزّ وجل بِكْتبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ .

بِكَتْبِ رِزْقِهِ: الرزق هنا: ما ينتفع به الإنسان وهو نوعان: رزق يقوم به البدن، ورزق يقوم به الدين.

والرزق الذي يقوم به البدن: هو الأكل والشرب واللباس والمسكن والمركوب وما أشبه ذلك.

والرزق الذي يقوم به الدين:هو العلم والإيمان، وكلاهما مراد بهذا الحديث.

وَأَجَلِهِ:
أي مدة بقائه في هذه الدنيا والناس يختلفون في الأجل اختلافاً متبايناً،
فمن الناس من يموت حين الولادة، ومنهم من يعمر إلى مائةسنة من هذه الأمة ،

أما من قبلنا من الأمم فيعمرون إلى أكثر من هذا، فلبث نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً.

واختيار طول الأجل أو قصر الأجل ليس إلى البشر، وليس لصحة البدن وقوام البدن ،
إذ قد يحصل الموت بحادث والإنسان أقوى ما يكون وأعز ما يكون، لكن الآجال تقديرها إلى الله عزّ وجل.

وهذا الأجل لا يتقدم لحظة ولا يتأخر، فإذا تم الأجل انتهت الحياة

وَعَمَلِهِ :أي ما يكتسبه من الأعمال القولية والفعلية والقلبية، فمكتوب على الإنسان العمل .

وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ : هذه هي النهاية، والسعيد هو الذي تم له الفرح والسرور، والشقي بالعكس، قال الله تعالى: (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ* فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ*

خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا
شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ* وَأَمَّا الَّذِينَ
سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ

فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) [هود:105-108]
فالنهاية إما شقاء وإما سعادة ، فنسأله سبحانه أن يجعلنا من أهل السعادة.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فَوَالله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ : هذا قسم


إِنََّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاذِرَاعٌ : أي حتى يقرب أجله تماماً. وليس المعنى حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع في مرتبة العمل، لأن عمله الذي عمله ليس عملاً صالحاً،كما جاء في الحديث: ( إِنَّ أَحَدَكم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فيما يبدو للناس وهو من أهل النار)

لأنه
أشكل على بعض الناس:كيف يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا
ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها
!!.


يقول في ذلك شيخنا اين العثيمين رحمه اللــه :
هو عَمِلَ بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، ولم يتقدم ولم يسبق، ولكن حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أي بدنو أجله ،
أي أنه قريب من الموت. فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فيدع العمل الأول الذي كان يعمله،
وذلك لوجود دسيسة في قلبه ( والعياذ بالله) هوت به إلى هاوية.

أقول هذا لئلاّ يظن بالله ظن السوء: فوالله ما من أحد يقبل على الله بصدق وإخلاص،
ويعمل بعمل أهل الجنة إلا لم يخذله الله أبداً.

فالله عزّ وجل أكرم من عبده، لكن لابد من بلاء في القلب.

فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا
: فيدع العمل الأول الذي كان يعمله، و هذا فيمن ذكر بعض أهل العلم أنه إما
أن يكون منافقاً أو يكون لا يبالي أو نحو ذلك أو أن ظاهر عمله كذلك، لكن
نيته مخالفة.


على سبيل المثال : قصة الرجل الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة من غزواته عليه الصلاة والسلام،
وكان هذا الرجل لا يدع شاذة ولا فاذة للعدو إلا قضى عليها، فتعجب الناس منه وقالوا: هذا الذي كسب المعركة،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فعظم ذلك على الصحابة رضي الله عنهم كيف يكون هذا الرجل
من أهل النار؟ فقال رجل: لألزمنه،أي أتابعه، فتابعه، فأصيب هذا الرجل الشجاع المقدام بسهم من العدو فجزع،
فلما جزع سل سيفه (والعياذ بالله) ثم وضع ذبابة سيفه على صدره ومقبضه على الأرض، ثم اتّكأ عليه حتى خرج
من ظهره، فقتل نفسه، فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره وقال: أشهد أنك رسول الله، قال: بِمَ
قال: إن الرجل الذي قلت فيه إنه من أهل النار حصل منه كذا وكذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك:
(إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فِيْمَا يَبْدُو للِنَّاسِ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ).

ويجب على المرء أن يسعى لأمرين: لتحقيق حسن الخاتمة، وتحاشي سوء الخاتمة،
وهو كل ما كان عمل الإنسان صالحاً أدى بإذن الله إلى حسن الخاتمة،
وكلما ابتعد عن الأعمال السيئة في حياته تحاشى سوء الخاتمة .
ثم لا يتكل على هذا العمل بل يُكثر من الدعاء، بسؤال الله حسن الخاتمة والثبات على هذا الدين،
فرسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان يكثر في دعائه ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) .



وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى
مَايَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ
الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا
:


ونذكر
مثالاً على ذلك قصّة الأصيرم من بني عبد الأشهل من الأنصار،كان منابذاً
للدعوة الإسلامية عدواً لها، ولما خرج الناس إلى غزوة أحد ألقى الله تعالى
في قلبه الإيمان فآمن وخرج في الجهاد وقتل شهيداً، فجاء الناس بعد المعركة
يتفقدون قتلاهم وإذا الرجل، فقالوا: ما الذي جاء بك يا فلان، أجئت حدباً
على قومك، أم رغبة في الإسلام، قال: بل رغبةفي الإسلام، ثم طلب منهم أن
يقرؤوا على النبي صلى الله عليه وسلم السلام، فصار هذا ختامه أن قتل
شهيداً مع أنه كان منابذاً للدعوة.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من فــوائـد الحديـــث :

1 . أن نفخ الروح يكون بعد تمام أربعة أشهر، :لقوله: ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيْهِ الرُّوْحَ.
وينبني على هذا:
أ- أنه إذا سقط بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ويسمى ويعق عنه،
لأنه صار آدمياً إنساناً فيثبت له حكم الكبير.
ب. أنه بعد نفخ الروح فيه يحرم إسقاطه بكل حال، فإذا نفخت فيه الروح فلا يمكن إسقاطه،لأن إسقاطه حينئذ
يكون سبباً لهلاكه، ولايجوز قتله وهو إنسان.

2 . عناية الله تعالى بالخلق:
حيث وكل بهم وهم في بطون أمهاتهم ملائكة يعتنون بهم، ووكل بهم ملائكة إذا
خرجوا إلى الدنيا، وملائكة إذا ماتوا، كل هذا دليل على عناية الله تعالى
بنا.



3 . أن الملائكة عليهم السلام عبيد يؤمرون وينهون، : فَيُؤمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ والآمرُ له هو الله عزّ وجل.

4 . أن هذه الأربع مكتوبة على الإنسان: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. : ولكن هل معنى ذلك أن لا نفعل الأسباب التي يحصل بها الرزق؟
الجواب: بلى نفعل، وما نفعله من أسباب تابع للرزق.
النبي
صلى الله عليه وسلم سئل هذا السؤال، فيما رواه الإمام علي بن أبي طالب رضي
الله عنه فيما أخرجه البخاري وغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم مرة من
المرات ( ما
من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار وإلا قد كتب
شقياً أو سعيداً، فقال رجل يا رسول الله: أفلا نمكث على كتابنا
) يعني نتكل على كتابنا ( وندع العمل؟ قال: لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له ) فأهل السعادة ميسرون لعمل أهل السعادة وأهل الشقاوة ميسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم ﴿ فَأَمَّا
مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴿5﴾ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴿6﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرَى ﴿7﴾ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ﴿8﴾ وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنَى ﴿9﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴿10﴾﴾
[الليل:5-10] )


5 . أن الملائكة يكتبون : فلو قال لنا قائل: بأي حرف يكتبون، هل يكتبون باللغة العربية، أم باللغة السريانية، أو العبرية، أو ما أشبه ذلك؟
فالجواب: السؤال عن هذا بدعة، علينا أن نؤمن بأنهم يكتبون، أما بأي لغة فلانقول

6 . أن الإنسان لا يدري ماذا كتب له،
: ولذلك أمر بالسعي لتحصيل ما ينفعه، وهذا أمر مسلّم، فكلنا لا يدري ما
كتب له، ولكننا مأمورون أن نسعى لتحصيل ما ينفعنا وأن ندع ما يضرنا.


7 . أن نهايةبني آدم أحد الأمرين : إما الشقاء وإما السعادة، قال الله تعال: ( فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ)(هود: الآية105)
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ )(التغابن: الآية2)

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أخواتي الحبيبات ، تمّ بحمد الله شرح الحديث الرّابــع ..

أعانكنّ الله ووفقكنّ لما يحبّ ويرضى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية رحمة الله
عضو جديد
عضو جديد
راجية رحمة الله


عدد المساهمات : 7
نقاط : 9
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

ساحة شرح الاربعون النووية Empty
مُساهمةموضوع: شرح الحديث الخامس   ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 13:47


الحـــديث " الخــامس "

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

(عَنْ
أُمِّ المُؤمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللهِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا
- قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ : (مَنْ أَحْدَثَ فِيْ أَمْرِنَا هَذَا
مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) [59] رواه البخاري ومسلم، وفي رواية
لمسلم (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)
)








[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

معنى الحديث :

في الرواية الاولى:

مَنْ أَحْدَثَ :أي أوجد شيئاً لم يكن .

فِيْ أَمْرِنَا : أي في ديننا وشريعتنا.

مَا لَيْسَ مِنْهُ : أي مالم يشرعه الله ورسوله.

فَهُوَ رَدٌّ: : فإنه مردود عليه حتى وإن صدر عن إخلاص، وذلك لقول الله تعالى:
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) [البينة:5]
ولقوله تعالى:
( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)

كما أن هذا الحديث يمثل أيضاً منهاجاً للمسلم في علاقته مع ربه - عزّ وجلّ - فالدين ليس
بالهوى، وليس بالعقل، ( أن يخترع الإنسان من عقله ) وليس
بالمزاج، وليس بالتقليل، وليس بالرغبات
إذاً الدين منهاج ثابت جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عند الله - عزّ وجلّ -

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في الرواية الثّــانية وهي روايةٍ مسلم: مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلِيْهِ أَمْرُنَا فَهوَ رَدٌّ هذه الرواية أعم من رواية مَنْ أَحْدَثَ ( السابقة )
ومعنى هذه الرواية: أن من عمل أي عمل سواء كان عبادة، أو كان معاملة،
أو غير ذلك ليس عليه أمر الله ورسوله فإنه مردود عليه.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هذا الحديث يّعتبر أصل من أصول الإسلام، دل عليه قوله تعالى:

(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) (الأنعام: الآية153]
وكذلك الآيات التي سقناها دالة على هذا الأصل العظيم.

وقد اتفق العلماء - رحمهم الله - أن العبادة لا تصح إلا إذا جمعت أمرين:

أولهما: الإخلاص .
والثاني: المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ،
والمتابعة أُخذت من هذا الحديث ومن الآية التي سقناها.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



من فــــوائــــد الحديــــث :


1 - تحريم إحداث شيء في دين الله ولو عن حسن قصد، ولو كان القلب يرق لذلك ويقبل عليه، لأن هذا من عمل الشيطان.
فإن قال قائل: لو أحدثت شيئاً أصله من الشريعة ولكن جعلته على صفة معينة لم يأتِ بها الدين، فهل يكون مردوداً أو لا .؟
والجواب: يكون مردوداً، مثل ما أحدثه بعض الناس من العبادات والأذكار والأخلاق وما أشبهها، فهي مردودة .

2 - وليعلم أن المتابعة لا تتحقق إلا إذا كان العمل موافقاً للشريعة في أمور ستة: سببه ، وجنسه، وقدره، وكيفيته، وزمانه، ومكانه.
فإذا لم توافق الشريعة في هذه الأمور الستة فهو باطل مردود، لأنه أحدث في دين الله ما ليس منه.

أولاً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في سببه: وذلك بأن يفعل الإنسان عبادة لسبب لم يجعله الله تعالى سبباً
مثل: أن يصلي ركعتين كلما دخل بيته ويتخذها سنة، فهذا مردود.
مع أن الصلاة أصلها مشروع، لكن لما قرنها بسبب لم يكن سبباً شرعياً صارت مردودة.
مثال آخر: لو أن أحداً أحدث عيداً لانتصار المسلمين في بدر، فإنه يرد عليه، لأنه ربطه بسبب لم يجعله الله ورسوله سبباً.

ثانياً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الجنس، فلو تعبّد لله بعبادة لم يشرع جنسها فهي غير مقبولة،
مثال ذلك: لو أن أحداً ضحى بفرس،فإن ذلك مردود عليه ولا يقبل منه، لأنه مخالف للشريعة في الجنس،
إذ إن الأضاحي إنما تكون من بهيمة الأنعام وهي: الإبل، والبقر، والغنم.
أما لو ذبح فرساً ليتصدق بلحمها فهذا جائز، لأنه لم يتقرب إلى الله بذبحه وإنما ذبحه ليتصدق بلحمه.

ثالثاً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في القدر: فلو تعبد شخص لله عزّ وجل بقدر زائد على الشريعة لم يقبل منه،
ومثال ذلك: رجل توضأ أربع مرات أي غسل كل عضو أربع مرات،فالرابعة لا تقبل،
لأنها زائدة على ما جاءت به الشريعة، بل قد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً وقال:
( مَنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ )

رابعاً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الكيفية: فلو عمل شخص عملاً، يتعبد به لله وخالف الشريعة في كيفيته،
لم يقبل منه، وعمله مردود عليه.
ومثاله: لو أن رجلاً صلى وسجد قبل أن يركع، فصلاته باطلة مردودة، لأنها لم توافق الشريعة في الكيفية.
وكذلك لو توضأ منكساً بأن بدأ بالرجل ثم الرأس ثم اليد ثم الوجه فوضوؤه باطل، لأنه مخالف للشريعة في الكيفية.

خامساً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الزمان: فلو صلى الصلاة قبل دخول وقتها،
فالصلاة غير مقبولة لأنها في زمن غير ما حدده الشرع.
ولو ضحى قبل أن يصلي صلاة العيد لم تقبل لأنها لم توافق الشرع في الزمان.
ولو اعتكف في غير زمنه فإنه ليس بمشروع لكنه جائز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم
أقرّ عمر ابن الخطاب رضي الله عنه على الاعتكاف في المسجد الحرام حين نذره.
ولو أن أحداً أخّر العبادة المؤقتة عن وقتها بلا عذر كأن صلى الفجر بعد طلوع الشمس غير معذور،
فصلاته مردودة، لأنه عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله.

سادساً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في المكان: فلو أن أحداً اعتكف في غير المساجد بأن يكون
قد اعتكف في المدرسة أو في البيت، فإن اعتكافه لا يصح لأنه لم يوافق الشرع في مكان الاعتكاف،
فالاعتكاف محله المساجد.

فانتبهن أخواتي لهذه الأصول الستة وطبقن عليها كل الأعمال التي تمر بنا


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وهذه أمثلة على جملة من الأمور المردودة لأنها مخالفة لأمر الله ورسوله.

المثال الأول:من باع أو اشترى بعد الأذان الثاني يوم الجمعة وهو ممن تجب عليه الجمعة فعقده باطل،
لأنه مخالف لأمر الله ورسوله.فلو وقع هذا وجب رد البيع، فيرد الثمن إلى المشتري وترد السلعة إلى البائع،
ولهذا لما أُُخبِر النبي صلى الله عليه وسلم بأن التمر الجيد يؤخذ منه الصاع بصاعين والصاعين بثلاثة قال:
رده، أي رد البيع لأنه على خلاف أمر الله ورسوله

المثال الثاني :رجل صلى نفلاً بغير سبب في أوقات النهي،فعمله هذا مردود لأنه منهي عنه لنفسه.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وأمّا في رواية مسلم: مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ

منطوق الحديث: أنه إذا لم يكن عليه أمر الله ورسوله فهو مردود،
وهذا في العبادات لا شك فيه، لأن الأصل في العبادات المنع حتى يقوم دليل على مشروعيتها.

فلو أن رجلاً تعبد لله عزّ وجل بشيءٍجاء به من نفسه وأنكر عليه إنسان، فقال: ما الدليل على أنه حرام؟
فالقول هنا قول الرجل الذي انكر ويقول الدليل: هو أن الأصل في العبادات المنع والحظر حتى يقوم دليل على أنها مشروعة.

أما غير العبادات فالأصل فيها الحل، سواء من الأعيان، أو من الأعمال .

مثال الأعيان: رجل صاد طيراً ليأكله، فأُنكر عليه، فقال: ما الدليل على التحريم؟ فالقول هنا بصحة صيد الرجل
لأن الأصل الحل كما قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ) (البقرة: الآية29) .

ومثال الأعمال:غير العبادات الأصل فيها الحل،ما لم ياتي نص من الشريعة يحرمها
مثال
ذلك: رجل عمل عملاً في بيته، أو في سيارته،أو في لباسه أو في أي شيء من
أمور دنياه فلم ياتي فيه بتحريم وأنكر عليه رجل آخر فنقول:أين الدليل على
التحريم؟ إذا الجواب أن الأصل هو الحِلّ أي المشروعيّة .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فهاتان قاعدتان مهمتان مفيدتان:

القــــاعدة الأولى في العبادات
وتقسم الى ثلاثة اقسام:

الأول: ما علمنا أن الشرع شرع من العبادات، فيكون مشروعاً.

الثاني: ما علمنا أن الشرع نهى عنه، فهذا يكون ممنوعاً.

الثالث: ما لم نعلم عنه من العبادات، فهو ممنوع.

و من خرج عن هذا المنهج خرج من مقتضى السنة، إلى مقتضى البدعة؛ ولذلك سمى الرسول -
صلى الله عليه وسلم - أن من خرج عن سنته - صلى الله عليه وسلم - خرج من السنة
إلى البدعة فقال( عليكم بسنتي وسنة الخلافاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها
وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة)
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضاً في حديث آخر :
(إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار).

القــــاعدة الثانية في المعاملات والأعيان
:فنقول هي ثلاثة أقسام أيضاً:

الأول: ما علمنا أن الشرع أذن فيه، فهو مباح، مثال على ذلك :أكل النبي صلى الله عليه وسلم من حمر الوحش .

الثاني: أما ما علمنا أن الشرع نهى عنه كعدم أكل ذات الناب من السباع، فهذا ممنوع.

الثالث: و ما لم نعلم عنه، فهو مباح، لأن الأصل في غير العبادات الإباحة.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أخواتي الحبيبات ، تمّ بحمد الله شرح الحديث الخــامس ..


أعانكنّ الله ووفقكنّ لما يحبّ ويرضى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية رحمة الله
عضو جديد
عضو جديد
راجية رحمة الله


عدد المساهمات : 7
نقاط : 9
تاريخ التسجيل : 08/12/2009

ساحة شرح الاربعون النووية Empty
مُساهمةموضوع: شرح الحديث السادس   ساحة شرح الاربعون النووية Emptyالأربعاء 30 ديسمبر - 13:58

[color=seagreen]

الحـــديث " السّــادس "

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

(عَنْ
أَبِيْ عَبْدِ اللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بِشِيْر رضي الله عنهما قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (إِنَّ الحَلالَ
بَيِّنٌ وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُوْرٌ مُشْتَبِهَات
لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاس،ِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ
فَقَدِ اسْتَبْرأَ لِدِيْنِهِ وعِرْضِه، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ
وَقَعَ فِي الحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ
يَرتَعَ فِيْهِ. أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَىً . أَلا وَإِنَّ حِمَى
اللهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ
صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا
وَهيَ القَلْبُ) .
)


رواه البخاري ومسلم

للاستماع إلى الحديث صوتيّاً :
بالضغط هنا




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

معنى الحديث :


إِنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الحَرَامَ بَيِّنٌ :

في هذا الحديث تقسيمً للأحكام إلى ثلاثةِ أقسام:

1 - حلال بيّن كلٌّ يعرفه : كالثمر، والبر، واللباس غير المحرم وأشياء ليس لها حصر.
2 - حرامٌ بيّن كلٌّ يعرفه : كالزنا، والسرقة، وشرب الخمر وما أشبه ذلك.
3 - مشتبه لا يعرف هل هو حلال أوحرام؟
وسبب الاشتباه فيها إما : الاشتباه في الدليل، وإما الاشتباه في انطباق الدليل على المسألة،
فتارةً يكون الاشتباه في الحكم، وتارةً يكون في محل الحكم.

( الاشتباه في الدليل ) : بأن يكون الحديث:
أولاً: هل صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أم لم يصحّ؟
ثانياً: هل يدل على هذا الحكم أو لا يدل؟
وهذا يقع كثيراً، فما أكثر ما يُشكِلُ الحديث: هل ثبت أم لم يثبت؟ وهل يدل على هذا أو لا يدل؟

( وأما الاشتباه في محل الحكم ) : فهل ينطبق هذا الحديث على هذه المسألة بعينها أو لا ينطبق؟

لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ :
يعني هذه المشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ويعلمهن أيضاً كثير، فكثير لا يعلم وكثير يعلم،
وهنا لم ينفرد صلّى الله عليه وسلّم بـِ : لايعلمهن أكثر الناس،
فلو قال:لا يعلمهن أكثر الناس لصار الذين يعلمون قليلاً فقط .
إذاً فقوله لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ يعني إما لقلة علمهم، وإما لقلة فهمهم، وإما لتقصيرهم في المعرفة.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فَمَن اِتَّقَى الشُّبُهَاتِ : أي تجنبها.

فَقَدِ اِسْتَبْرَأَ : أي أخذ البراءة.

لِدِيْنِهِ : فيما بينه وبين الله تعالى.

وَعِرْضِهِ :
فيما بينه وبين الناس، لأن الأمور المشتبهة إذا ارتكبها الإنسان صار عرضة
للناس يتكلمون في عرضه بقولهم: هذا رجل يفعل كذا ويفعل كذا، وكذلك فيما
بينه وبين الله تعالى.

وَمَنْ وَقَعَ فَي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فَي الحَرَامِ: أي فعلها وَقَعَ في الحَرَامِ هذا الجملة تحتمل معنيين:
الأول:أن ممارسة المشتبهات حرام.
الثاني:أنه ذريعة إلى الوقوع في المحرم،وبالنظر في المثال الذي ضربه صلى الله عليه وسلم
يتضح لنا أي المعنيين أصح.والمثال المضروب: كَالرَّاعِي أي راعي الإبل أو البقر أو الغنم.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يَرْعَى حَوْلَ الِحمَى :

الحمى تعني المكان المُحمى أي المحذور على غير مالكه ،
مثلاً الملوك يكون لهم عادةَ مساحات وأملاك محمية يعني محذورة على الغير أي لا يقربها الناس ،

ويرعى حول الحمى أي حول المكان المحمي،لأنه قد يُتخذ مكانٌ يُحمَى ( فلا يُرعَى فيه إما بحق أو بغير حق )،
والراعي عندما يذهب بقطيعه حول هذه القطعة يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ أي يقرب أن يقع فيه ،لماذا !
لأن البهائم إذا رأت هذه الأرض المحمية مخضرة مملوءة من العشب فسوف
تدخل هذه القطعة المحمية،ويصعب منعها،

وكذلك المشتبهات إذا حام حولها العبد فإنه يصعب عليه أن يمنع نفسه عنها.
وبهذا المثال يقرب أن معنى قوله مَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ أي أوشك
أن يقع في الحرام، لأن المثال يوضح المعنى.

وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمَى أَلاَ وإِنَّ حِمَى اللهِ مَحَارمُهُ : والمعنى:ألا وإن (حمى الله )هي ( محارم الله )،فإياك أن تقربها،لأن محارم الله كالأرض المحمية للملك لا يدخلها أحد.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أَلاَ وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةٌ :والمعنى:ألا وإن في جسد الإنسان مضغة،أي قطعة لحم بقدر ما يمضغه الإنسان عند الأكل،وهي بمقدار الشيء الصغير.

إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ القَلْبُ : رتب النبي صلى الله عليه وسلم الجزاء على الشرط،فمتى صلح القلب صلح الجسد،وإذا فسدت فسد الجسد كله.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

من فــــوائــــد الحديــــث :


1 - أن الأشياء تنقسم إلى ثلاثة أقسام: حلال بيّن، حرام بيّن،مشتبه، وحكم كل نوع ومثاله أن نقول:
* الحلال البين لا يلام أحد على فعله، ومثاله التمتع بما أحل الله من الحبوب والثمار،فهذا حلال بين ولا معارض له.
* الحرام البيّن وهذا يلام كل إنسان على فعله،ومثاله كالخمر والميتة والخنزير وما أشبه ذلك،فهذا حكمه ظاهر معروف.
*
وهناك أمور مشتبهة: وهذه محل الخلاف بين الناس،فتجد الناس يختلفون فيها
فمنهم من يحرم،ومنهم من يحلل،ومنهم من يتوقف،ومنهم من يفصّل.

2 - أسباب الاشتباه أربعة: .

أولاً: قلة العلم ، فقلة العلم توجب الاشتباه،لأن واسع العلم يعرف أشياء لا يعرفها الآخرون.

ثانياً: أن يكون العمل موافقاً للشريعة في الجنس، قلة الفهم: أي ضعف الفهم،وذلك بأن يكون صاحب علمٍ واسعٍ كثير، ولكنه لا يفهم،فهذا تشتبه عليه الأمور.

ثالثاً: التقصير في التدبر ، بأن لا يتعب نفسه في التدبر والبحث ومعرفة المعاني بحجة عدم لزوم ذلك.

رابعاً: وهو أعظمها: سوء القصد ،
بأن لا يقصد الإنسان إلا نصر قوله فقط بقطع النظر عن كونه صواباً أو خطأً،
فمن هذه نيته فإنه يحرم الوصول إلى العلم،نسأل الله العافية،لأنه يقصد من
العلم اتباع الهوى.
وهذا الاشتباه لا يكون على جميع الناس بدليلين:
أحدهما من النص وهو قوله صلى الله عليه وسلم : لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ
مِنَ النَّاسِ يعني كثيراً يعلمهن،والثاني من المعنى فلو كانت النصوص
مشتبهة على جميع الناس، لم يكن القرآن بياناً ولبقي شيء من الشريعة
مجهولاً،وهذا متعذر وممتنع.

3 - حكمة الله عزّ وجل في ذكر المشتبهات حتى يتبين من كان حريصاً على طلب العلم ومن ليس بحريص.

4 - أنه لا يمكن أن يكون في الشريعة مالا يعلمه الناس كلهم،لقوله: لاَ يعْلَمُهُنَّ كَثِيْرٌ مِنَ النَّاسِ.

5 - الحث على اتقاء الشبهات،
لكن هذا مشروط بما إذا قام الدليل على الشبهة،أما إذا لم يقم الدليل على
وجود شبهة اتقاء الشبهات كان ذلك وسواساً وتعمقاً، لكن إذا وجد ما يوجب
الاشتباه فإن الإنسان مأمور بالورع وترك المشتبه، أما مالا أصل له فإن تركه تعمّق.
مثال ذلك: ما ثبت في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنه أن قوماً أتوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقالوا:يا رسول الله إن قوماً يأتوننا باللحم لا ندري أذكروا اسم الله عليه أم لا؟
فقال: سَمُّوْا أَنْتُمْ وَكُلُوا قالت: وكانوا حديثي عهد بكفر

فهنا هل نتّقي هذا اللحم لأنه يُخشى أنهم لم يذكروا اسم الله عليه؟
والجواب: لا نتقيه، لأنه ليس هناك ما يوجب الاتقاء، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :
سَمُّوْا أَنْتُمْ وَكُلُوا فكأن في هذا نوعاً من اللوم عليهم، كأنه عليه الصلاة والسلام يقول: ليس
لكم شأن فيما يفعله غيركم، بل الشأن فيما تفعلونه أنتم، فسمّوا أنتم وكلوا.

ومن ذلك أيضاً: أن يقع على ثوب الإنسان أثر ولا يدري أنجاسة هو أم لا؟ فهل يتقي هذا الثوب أو لا يتقيه؟
الجواب: ينظر: إذا كان هناك احتمال أن تكون نجاسة فإنه يتجنبه، وكلما قوي الاحتمال قوي طلب الاجتناب،
وإذا لم يكن احتمال فلا يلتفت إليها، ولهذا قطع النبي صلى الله عليه وسلم هذا بقوله حين سُئل عن الرجل
يشكل عليه أحدث أم لا وهو في الصلاة فقال: لاَ يَنْصَرِفَ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتَاً أَوْ يجِدَ رِيْحَاً .

فالقاعدة: أنه إذا وجد احتمال الاشتباه فهنا إن قوي قوي تركه، وإن ضعف ضعف تركه،
ومتى لم يوجد احتمال أصلاً فإن تركه من التعمّق في الدين المنهي عنه..


6 - أن الواقع في الشبهات واقع في الحرام، لقوله: مَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ


7 - حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم ،، وذلك بضرب الأمثال المحسوسة لتتبين بها المعاني المعقولة، وهذا هو طريقة القرآن الكريم،قال الله تعالى: ( وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
فمن حسن التعليم أن المعلم يقرب الأشياء المعقولة بالأشياء المحسوسة، لقوله: كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيْهِ . لقوله: مَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الحَرَامِ

8 - سد الذرائع، أي
أن كل ذريعة توصل إلى محرم يجب أن تغلق لئلا يقع في المحرّم. وسد الذرائع
دليل شرعي، فقد جاءت به الشريعة، ومن ذلك قول الله تعالى: ( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ)(الأنعام: من الآية108)
فنهى عن سبّ آلهة المشركين لأنها ذريعة إلى سبّ الله تعالى، مع أن سبّ آلهة المشركين
سبٌّ بحق، وسب الله تعالى عدوٌ بغير علم.

9 - أن المدار في الصلاح والفساد على القلب، إذا صلح صلح الجسد كلّه، وإذا فسد فسد الجسد كله.
ويتفرّع
على هذه الفائدة: أنه يجب العناية بالقلب أكثر من العناية بعمل الجوارح،
لأن القلب عليه مدار الأعمال، والقلب هو الذي يُمتحن عليه الإنسان يوم
القيامة، كما قال الله تعالى: (أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ* وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ) [العاديات:9-10] وقال تعالى: (إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) [color=orange]8-9قلبك من الشرك والبدع والحقد على المسلمين والبغضاء، وغير ذلك من الأخلاق أو العقائد المنافية للشريعة، فإن القلب هو الأصل.

10 - في الحديث ردٌّ على العصاة الذين إذا نهوا عن المعاصي قالوا: التقوى هاهنا وضرب أحدهم على صدره، فاستدل بحق على باطل، لأن الذي قال: التَّقْوَى هَاهُنَا
هو النبي صلى الله عليه وسلم ومعناه في الحديث: إذا اتقى ما هاهنا اتّقت
الجوارح، لكن هذا يقول: التقوى هاهنا يعني أنه سيعصي الله،والتقوى تكون في
القلب.

والجواب عن هذا التشبيه والتلبيس سهل جداً بأن نقول:
لو صلح ما هاهنا، صلح ما هناك ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّه، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ .

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أخواتي الحبيبات ، تمّ بحمد الله شرح الحديث السّــادس ..

أعانكنّ الله ووفقكنّ لما يحبّ ويرضى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


[/b]



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ساحة شرح الاربعون النووية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شموع نهر الحنين :: المنتدى الاسلامى :: ادعيه واحاديث-
انتقل الى: